وصيتي لاخواني

الحمد لله رب العالمين ، منزل الذكر المبين ، وباعث النبي الأمين ، يهدي من يشاء ويعين ، ويرحم الصالحين والطالحين ، والصلاة والسلام على النبي المختار، وعلى آله وأصحابه الأطهار، والتابعين لهم إلى دار القرار.
أما بعد...
يا من يقرأ كلامي، رحمك الله وغفر لي و لك وجمعنا دوما على طاعته.
اعلم رحمك الله، أن الله إذ جمعنا فهو له في ذلك حكمة لا يعلمها إلا هو، لذلك أدع نفسي وإياك إلى تقواه.
أخي ...
إن الحياة الحقيقية هي التي يعيشها المسلم وهو قريب من ربه، يروم رضاه، وينشد هداه، ويلتمس تقواه، أما الذي يعيش كالدواب البهماء أو كالرعاع، فهذا ما حقق مراد الله منه على الإطلاق، وإنما هو ممن قال الله فيهم..." فما بكت عليهم السماء ولا الأرض".
أنت تعلم حفظك الله، أنني ارتضيتك لي أخا وأنيسا للروح قبل الجسد، ألا فاعلم أني أريدك أخالا كباقي ااخوان ، ولكن للدعوة لي قبل غيري، إن نسيت ذكرتني، وأن قسا قلبي جريت فيما يلينه، وان عصيت الله خوفتني منه، ورغبتني فيه. أنا أعلم أن هذا الكلام عندك معلوم معروف لكنه من باب الذكرى.
أخبرك أيضا أنني لا أريد أن اغبن أيامي، يعني أنني أريد أن استثمره كله في طاعته، وان أكون ممن يضحي بالغالي قبل البخس من اجل إعلاء كلمة الله، لدى أنا أسال الله أن يجعلنا من الصادقين في دعواهم.
أخي ...
أنصحك بالحفاظ والاهتمام بكتاب الله، فهو كنز غفلنا عنه كثيرا، لا أريدك أن تأخذي كلامي هكذا على بساطته ، لا ... اعلم جيدا أنه السبب الذي به ينال الفلاح والنجاح في الدنيا قبل الآخرة ، أهيب بك أن تليه معظم وقتك حفظا وتدبرا وتلاوة .. وستحسين الفارق بإذن الله.
ثم...
وأتمنى من الله أن يرزقك الإخلاص في الدعوة إليه وأنا معك فنحن مقصرون في جنب الله .
والله .. والله ..والله... إنني لأستحق النار استحقاقا تاما ولولا أنني أيقنت أن أحدا لا يدخل الجنة بعمله، وان الله غفور غافر غفار، لتوقفت زمانا عن العمل يقينا بدخول النار.
وأسال الله صادقا إن أدخلني النار ألا يخبر أحدا ممن يعرفني، حتى لا يقولوا ادخل الله النار من كان يدل الناس عليه وأنا لا أحب أن يساء الضن بالله فانا وعزته وجلاله إني أحبه.........
ثم أسال الله أن يحقق لي ولك كل ما نتمناه..
أوصيك أخيرا ببعض الوصايا لعلها أن تنفعك بإذن الله..
- مداومة الدعاء فله آثار عجيبة، وهو من الله مستجاب ولو طال الأمد، فلا تكون من القانطين.
- كثرة الذكر، فمن ادعى حب الله كان لزاما عليه أن يكثر من ذكره.
- كثرة الاستغفار خاصة، وأنت تعلم ثمرات ذلك .
- كثرة الصلاة على النبي لمن أراد أن يراه في المنام.
- قيام الليل، فقد كذب من ادعى الصلاح وهو ليس له من الليل نصيب.
- بر الوالدين والإفراط في ذلك، ولا تنس بر الأم بالخاصة.
- الدعوة إلى الله في كل الأحوال ولكل الناس، مع نشر سنة المختار صلى الله عليه وسلم.
- الصبر ثم الصبر ثم الصبر.
- وأخيرا، دعوة لهذا المجرم الذي قدر الله عليك معرفته وهو صادق لك.
والصلاة والسلام على رسول الله

كتبها أبو الوليد الصفريوي
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad