كيف أقرأ....؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإن سوء التركيز وتشتت الذهن وعدم المقدرة على استيعاب المادة حين القراءة غالبًا يكون ناتجًا من الإجهاد الذهني أو الإجهاد الجسدي أو افتقاد الرغبة، وأكبر سبب لتشتت الذهن وتطاير الأفكار هو وجود قلق نفسي عام.

القلق ليس من الضروري أن يظهر في شكل أعراض كالتوتر والعصبية حسب ما يعتقد بعض الناس. سوء التركيز هو سمة أساسية من سمات القلق.

حقيقة أنا أقول لك: تخير الأوقات التي يقل فيها القلق والتوتر ويكون فيها التركيز أفضل. مثلاً القراءة بعد صلاة الفجر، فهي ممتعة جدًّا.

القراءة في آخر الليل أيضًا يستطيع الإنسان أن يكون حسن التركيز فيها، والقراءة بعد ممارسة الرياضة وُجد أنها أيضًا جيدة ومفيدة جدًّا.

والإنسان أيضًا عليه أن يتخير مواداً معينة يكون لديه الرغبة فيها، وحين تحس أن ذهنك غير مركز وأنك مشتت اعرف أن رغبتك قد قلت وأن القلق قد ابتدأ في الزيادة، فهنا قم بنشاط آخر كممارسة تمرين رياضي في داخل المنزل أو الانخراط في أي عمل آخر، أو القيام بتمارين الاسترخاء مثل تمارين التنفس المتدرج أو هكذا.. هذا يساعد الإنسان كثيرًا.

الأمر الآخر: بعض الناس يحتاجون للقراءة بصوت مرتفع نسبيًا، أي القراءة السرية قد لا يركز فيها الإنسان، ولكن حاول أن تدرب نفسك أيضًا على القراءة الجهرية لمدة ربع ساعة أو نصف ساعة، هذا ربما يحسن أيضًا من تركيزك.

وأقول لك أيضًا تناول أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق يحسن كثيرًا في التركيز.

هنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل
Dogmatil) ويعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride
)، دواء بسيط وجيد جدًّا ويساعد في مثل هذه الحالات، والجرعة المطلوبة هي خمسون مليجرامًا صباحًا ومساءً، فأرجو أن تتناول هذا الدواء بهذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في الصباح (خمسون مليجرامًا) لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

كما ذكرت لك هو من الأدوية البسيطة وغير الإدمانية، ولا يحتاج إلى وصفة طبية.

كن أيضًا حريصًا على أن تتناول الغذاء المتوازن لأن هذا يحسن من طاقات الإنسان الذهنية، وكما ذكرنا لك ممارسة الرياضة أيضًا تعتبر مهمة جدّا، وعليك أيضًا بقراءة القرآن بتمعن وتدبر، واذكر ربك إذا نسيت، ولا شك أن الذكر والاستغفار يحسن من تركيز الإنسان.
وهناك علاجات سلوكية لعدم التركيز أخرى، يمكنك مراجعتها من خلال هذه الاستشارات
أخي أنصحك إذا أردت أن يهدأ بالك وتعيش في اطمئنان، وتركز في دعوتك، وتكون مستجاب الدعوة بإذن الله تعالى، يجب أن يكون مالك ومشربك وملبسك من حلال.

وعليك بالخطوات التالية:

1- قو صلتك بالله تعالى.

2- حاول أن تتجنب المعاصي بأنواعها كاللهو المحرم وفاحش القول وإهمال الصلاة، فإن هذه المعاصي تفسد العقل وتطفئ نوره.

3- قو ذاكرتك بالإكثار من تلاوة القرآن فإن فضله عظيم وهو يساعد على تقوية الذاكرة.

4- يجب أن يكون تفكيرك إيجابي، وابتعد عن التفكير السلبي الذي يوقعك في الانهزامية والخنوع للهوى والشيطان ووساوسه.

5- يجب أن تكون لديك الدافع والرغبة في الدراسة ويجب أن تعرف أهمية المذاكرة والتحصيل حتى تحقق النجاح والتفوق.

6- كن جاداً في دراستك فالدراسة الجادة تعني أنك تتعلم بوعي.

7- انتظم في دراستك ولا تكثر من الغياب دون عذر شديد.

8- إذا أحببت المقررات الدراسية زاد انتباهك وتركيزك فيها.

9- كن نشطاً وابتعد عن الملل وفقدان الاهتمام بالدراسة.

تذكر الحكمة المعروفة من جد وجد ومن زرع حصد.

ومما يفيدك أيضًا أن تعود نفسك وتروض ذهنك على الانتباه وعدم التشتت، فإذا فكرت في نقطة فلا تنتقل إلى الأخرى قبل الانتهاء من الأولى، فانتبه إلى قفزات ذهنك، وتجنب أسباب الانفعال الزائد قدر استطاعتك، وعليك دومًا بالمحافظة على أعظم سبب وأجل وسيلة، وهي الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه ودعاؤه واللجوء إليه والعمل بطاعته بالمحافظة على الصلاة والبعد عن المحرمات، فإن في ذلك سعادتك في الدنيا والآخرة، وقد قال تعالى: { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad